Jumat, 06 Mei 2011

transfer pahala

ﺮﻭﻋﻴﺔ ﺇﻫﺪﺍﺀ ﺛﻮﺍﺏ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺇﻟﻲ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ
ﻭﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ) ﺍﻟﺮﻭﺡ ( ، ﻟﻠﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ، ﺟﺎﺀ ﻗﻮﻟﻪ :
ﻭﺃﻣﺎ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻭﺍﻫﺪﺍﺅﻩ ﻟﻪ ، ﺗﻄﻮﻋﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺃﺟﺮﺓ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻛﻤﺎ
ﻳﺼﻞ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﺍﻟﺤﺞ .
ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ :ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻒ ، ﻭﻻﻳﻤﻜﻦ ﻧﻘﻠﻪ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ، ﻣﻊ ﺷﺪﺓ
ﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ . ﻭﻷﺭﺷﺪﻫﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻴﻪ . ﻭﻗﺪ
ﺃﺭﺷﺪﻫﻢ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻹﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﺤﺞ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺛﻮﺍﺏ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻳﺼﻞ ﻷﺭﺷﺪﻫﻢ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭﻟﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ .
ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺇﻥ ﻣﻮﺭﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ، ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺘﺮﻓﺎ ﺑﻮﺻﻮﻝ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ
ﻭﺍﻹﺳﺘﻐﻔﺎﺭ .
ﻗﻴﻞ ﻟﻪ :
ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﻌﺖ ﻭﺻﻮﻝ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻭﺍﻗﺘﻀﺖ ﻭﺻﻮﻝ ﺛﻮﺍﺏ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ؟
ﻭﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﻣﺘﻤﺎﺛﻼﺕ ؟
ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﻮﺻﻮﻝ ﺛﻮﺍﺏ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻴﺖ ، ﻓﻬﻮ ﻣﺤﺠﻮﺝ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﺮﻉ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻒ ، ﻓﻬﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺃﻭﻗﺎﻑ ﻋﻠﻲ
ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ، ﻭﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻮﺗﻲ ، ﻭﻻﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﺍﻟﺒﺘﺔ . ﻭﻻﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ
ﺍﻟﻘﺒﺮ ، ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ ﻋﻨﺪﻩ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻭﻻ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺸﻬﺪ ﻣﻦ
ﺣﻀﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺛﻮﺍﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻟﻔﻼﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ، ﺑﻞ ﻭﻻ ﺛﻮﺍﺏ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﻡ .
ﺛﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ :
ﻟﻮ ﻛﻠﻔﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ :
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺛﻮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻟﻔﻼﻥ ﻟﻌﺠﺰﺕ .
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺣﺮﺹ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻤﺎﻥ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﺮ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻟﻴﺸﻬﺪﻭﺍ
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺈﻳﺼﺎﻝ ﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺃﻣﻮﺍﺗﻬﻢ .
ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ :
ﻓﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﺷﺪﻫﻢ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﺤﺞ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ .
ﻗﻴﻞ :
ﻫﻮ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﺒﺘﺪﺋﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ . ﺑﻞ ﺧﺮﺝ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﻣﺨﺮﺝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ
ﻟﻬﻢ .
ﻓﻬﺬﺍ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺞ ﻋﻦ ﻣﻴﺘﻪ ، ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻋﻨﻪ ، ﻓﺄﺫﻥ
ﻟﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ، ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻪ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻤﺎ ﺳﻮﻱ ﺫﻟﻚ .
ﻭﺃﻱ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻭﺻﻮﻝ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﻮﻡ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺠﺮﺩ ﻧﻴﺔ ﻭﺇﻣﺴﺎﻙ ، ﻭﻭﺻﻮﻝ
ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ؟
ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺇﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ، ﻗﺎﺋﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﻪ ﺑﻪ ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ
ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﻲ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻤﻪ .
ﻓﻤﺎ ﻳﺪﺭﻳﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻻ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ؟
ﺑﻞ ﻳﻜﻔﻲ ﺇﻃﻼﻉ ﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ ﻋﻠﻲ ﻧﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﻘﺎﺻﺪﻫﻢ ، ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻨﻴﺔ
ﺍﻹﻫﺪﺍﺀ ﻻﻳﺸﺘﺮﻁ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ .
ﻭﺳﺮ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ، ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻣﻠﻚ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺒﺮﻉ ﺑﻪ ، ﻭﺃﻫﺪﺍﻩ ﺇﻟﻲ ﺃﺧﻴﻪ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ، ﺃﻭﺻﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ .
ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺛﻮﺍﺏ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻭﺣﺠﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻠﻪ ﺇﻟﻲ
ﺃﺧﻴﻪ ؟
ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻤﻞ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺣﺘﻲ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻧﻜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ . ﺁﻫـ
ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﻤﻨﻊ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ، ﺇﺫﺍ ﺃﻣﻌﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ :
" ﻭﺍﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺳﻌﻲ"
ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻫﻲ ﻋﻤﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺠﺘﻪ ، ﻟﻌﻠﻪ ﺿﻴﻖ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺳﻌﺎ .
ﻓﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ
ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ " : ﺇﻥ ﺃﻃﻴﺐ ﻣﺎ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻛﺴﺒﻪ ، ﻭﺇﻥ ﻭﻟﺪﻩ ﻣﻦ ﻛﺴﺒﻪ
" ،
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ،، ﻳﻘﻄﻊ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ ﺃﺑﻴﻪ ، ﻭﻫﻮ ﺃﺛﺮ ﺳﻌﻴﻪ . ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻮﻟﺪ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻠﻪ ﺑﻜﻞ ﺣﺮﻑ ﺛﻮﺍﺏ . ﻭﻟﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺒﺬﻟﻪ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﺍﻭ ﻳﺒﻘﻴﻪ
ﻟﻨﻔﺴﻪ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ، ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ) ﺍﻟﺮﻭﺡ ( ﻓﻲ ﺫﻟﻚ :
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺍﺧﺮﻱ :
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻢ ﻳﻨﻒ ﺍﻧﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺴﻌﻲ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻧﻔﻲ ﻣﻠﻜﻪ ﻟﺴﻌﻲ ﻏﻴﺮﻩ ،
ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ، ﻣﺎ ﻻﻳﺨﻔﻲ ، ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺇﻻ ﺳﻌﻴﻪ ،
ﻭﺃﻣﺎ ﺳﻌﻲ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻓﻬﻮ ﻣﻠﻚ ﻟﺴﺎﻋﻴﻪ ، ﻭﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻻﻳﻨﺘﻔﻊ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ
ﺳﻌﻲ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﻳﺮﺟﺤﻬﺎ . ﺁﻫـ
ﻭﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ، ﻓﺈﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻣﻤﻦ ﻳﻘﺮﺅﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻷﻗﺎﺭﺑﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﻌﺎﺭﻓﻬﻢ ﺃﻭ
ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﺄﺗﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻬﻢ ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻌﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺖ ،
ﻭﺃﺛﺮﺍ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺳﻌﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ...
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺻﻼﺣﻪ ﻭﺗﻘﻮﺍﻩ ﻭﺣﺴﻦ ﻋﺸﺮﺗﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻪ
ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻊ ﺁﺣﺎﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﻪ ،
ﻓﻼ ﺟﺮﻡ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺣﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻳﺴﺘﻐﻔﺮﻭﺍ ﻟﻪ ، ﻭﻳﻬﺪﻱ ﻟﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻫﺪﺍﻳﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ، ﺻﻮﻣﺎ ﻭﺣﺠﺎ ﻭﺻﺪﻗﺎﺕ ﻭﺗﻼﻭﺓ ﻗﺮﺁﻥ ، ﻭﻫﻲ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻭﺑﻼ ﺭﻳﺐ ﻋﻴﻦ
ﺍﻷﺳﺎﺱ ، ﻭﻣﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻼﺫ ، ﺑﻞ ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ .
ﻓﺈﺫﺍ ﺳﺎﻕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺩﻟﻴﻼ ﺁﺧﺮ ، ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻗﺎﻃﻊ ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻲ :
" ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺖ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺍﻛﺘﺴﺒﺖ " ، ﺃﻭ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ " : ﻭﻻﺗﺠﺰﻭﻥ ﺇﻻﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ
ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ .. " ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻨﻪ ﻗﺪ ﺃﻏﻨﺎﻧﺎ ﺑﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ، ﻭﺗﻜﻔﻞ ، ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ
) ﺍﻟﺮﻭﺡ ( ﺃﻳﻀﺎ :
ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﺻﺮﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ ، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﻔﻲ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻌﻤﻞ
ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﺃﺧﺬﻩ ﺑﺠﺮﻳﺮﺓ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻗﺎﻝ :
" ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﺗﻈﻠﻢ ﻧﻔﺲ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﺰﻭﻥ ﺇﻻﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ " ،
ﻓﻨﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﻈﻠﻢ ، ﺑﺄﻥ ﻳﺰﺍﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ ، ﺃﻭ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ، ﺃﻭ ﻳﻌﺎﻗﺐ
ﺑﻌﻤﻞ ﻏﻴﺮﻩ . ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻒ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻌﻤﻞ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻻ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ، ﻓﺈﻥ
ﺍﻧﺘﻔﺎﻋﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﻠﻪ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺻﺪﻗﺔ ، ﺗﺼﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ
ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺗﻔﻀﻞ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﻌﻲ ﻣﻨﻪ . ﺑﻞ ﻭﻫﺒﻪ ﺫﻟﻚ ، ﻋﻠﻲ ﻳﺪ ﺑﻌﺾ
ﻋﺒﺎﺩﻩ ، ﻻ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ .
ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ، ﻣﺴﺘﺪﻻ ﺑﻠﻔﻆ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ :
" ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻋﻤﻠﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺛﻼﺙ " ... ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ..ﻳﺠﻴﺐ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ
ﺍﻳﻀﺎ ﻓﻲ
) ﺍﻟﺮﻭﺡ ( ،، ﻓﻴﻘﻮﻝ :
ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﺳﺎﻗﻂ ..ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺍﻧﺘﻔﺎﻋﻪ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻋﻤﻠﻪ ،
ﻭﺃﻣﺎ ﻋﻤﻞ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻬﻮ ﻟﻌﺎﻣﻠﻪ .
ﻓﺈﻥ ﻭﻫﺒﻪ ﻟﻪ ، ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺛﻮﺍﺏ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ، ﻻ ﺛﻮﺍﺏ ﻋﻤﻠﻪ ﻫﻮ .
ﻓﺎﻟﻤﻨﻘﻄﻊ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻵﺧﺮ :
" ﺇﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﻠﺤﻖ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ ،، " ، ﻓﻼ ﻳﻨﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ
ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺣﺴﻨﺎﺗﻪ . ﺁﻫـ
ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ " ﺍﻟﺮﻭﺡ " ﻻﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ، ﺟﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﻠﻰ :
ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺳﻨﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ـ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻰ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ :
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
" ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻠﺤﻖ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻋﻠﻤﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻧﺸﺮﻩ ﺍﻭ ﻭﻟﺪﺍ
ﺻﺎﻟﺤﺎ ﺗﺮﻛﻪ ﺃﻭ ﻣﺼﺤﻔﺎ ﻭﺭﺛﻪ ﺃﻭ ﻣﺴﺠﺪﺍ ﺑﻨﺎﻩ ﺃﻭ ﺑﻴﺘﺎ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺑﻨﺎﻩ ﺃﻭ ﻧﻬﺮﺍ
ﺍﻛﺘﺮﺍﻩ ﺃﻭ ﺻﺪﻗﺔ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻪ ﻭﺣﻴﺎﺗﻪ ﺗﻠﺤﻘﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ " ،
ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ، ﻭﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺒﺮ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ :
ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺣﺴﻦ .
ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﺘﻘﻠﻨﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ] ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ [ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ،
ﻧﺠﺪﻩ ﺑﻘﻮﻝ :
ﻭﻗﻴﻞ :
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻧﻤﺎ ﻗﺎﻝ :
" ﻭ ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺳﻌﻲ " ،
ﻭﻻﻡ ﺍﻟﺨﻔﺾ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺏ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺐ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﻣﺎ
ﺳﻌﻲ ،
ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺼﺪﻕ ﻋﻨﻪ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻓﻠﻴﺲ ﻳﺠﺐ ﻟﻪ ﺷﻲﺀ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺘﻔﻀﻞ ﻋﻠﻴﻪ
ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻟﻪ ، ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻔﻀﻞ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﺈﺩﺧﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻤﻞ ،
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ :
" ﻭﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺳﻌﻲ " ،
ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ،، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ، ﻓﻠﻪ ﻣﺎ ﺳﻌﻲ ، ﻭﻣﺎ ﺳﻌﻲ ﻟﻪ ﻏﻴﺮﻩ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻰ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ :
ﻗﻠﺖ :
ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ . ﺁﻫـ
ﻭﺇﺫﻥ ... ﻳﺤﻖ ﻟﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺒﺎﺩﺭ ﻓﻨﻘﻮﻝ :
ﻭﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﺛﻮﺍﺏ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺛﻮﺍﺏ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﻛﻼﻡ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ؟
ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ
ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
" ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻋﻤﻠﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺛﻼﺙ ﻭﻟﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺻﺪﻗﺔ ﺟﺎﺭﻳﺔ
ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻭ ﻋﻠﻢ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ .. "
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺳﻌﻴﻪ ﻭﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ :
" ﺇﻥ ﺃﻃﻴﺐ ﻣﺎ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻛﺴﺒﻪ ، ﻭﺇﻥ ﻭﻟﺪﻩ ﻣﻦ ﻛﺴﺒﻪ " ،
ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ، ﻛﺎﻟﻮﻗﻒ ﻭﻧﺤﻮﻩ ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻰ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﻋﻤﻠﻪ .
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻨﺎ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ :
" ﺇﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺤﻴﻰ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻭﻧﻜﺘﺐ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻭﺁﺛﺎﺭﻫﻢ .. "
ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻤﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ، ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ ، ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺳﻌﻴﻪ .
ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ :
" ﻣﻦ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻲ ﻫﺪﻯ ، ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺮ ﻣﺜﻞ ﺃﺟﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻌﻪ ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺺ
ﻣﻦ ﺃﺟﻮﺭﻫﻢ ﺷﻴﺌﺎ " ،
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ :
" ﻭﺃﻥ ﺳﻌﻴﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﺮﻯ " ،،، ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺘﻪ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ .
ﻭﻧﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻲ ﻣﺼﺪﺭ ﺁﺧﺮ ، ﻫﻮ ] ﺇﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﻴﻦ [ ، ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺒﻜﺮﻯ ﺭﺣﻤﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ، ﺇﺫ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻲ ﻭﺻﻮﻝ ﺛﻮﺍﺏ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻠﻤﻴﺖ ... ﻗﺎﻝ
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻯ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻣﺴﻠﻢ :
ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻞ ﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻴﺖ .
] ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ) ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ( ﻟﻠﻨﻮﻭﻯ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﺑﻌﺪ
ﺩﻓﻨﻪ ﻭﺍﻟﻘﻌﻮﺩ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮﻩ ﺳﺎﻋﺔ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻹﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ :
ﻗﺎﻝ :
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ : ﻭﻳﺴﺘﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ﻭﺇﻥ ﺧﺘﻤﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻛﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﺴﻨﺎ . [
ﻭﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻣﺴﻠﻢ :
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ) ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﻤﺤﺐ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺻﺎﺣﺐ
ﺍﻟﺬﺧﺎﺋﺮ ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺼﺮﻭﻥ ( ـ ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ـ :
ﻳﺼﻞ ﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻗﺼﺪﻩ ﺑﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﺑﻌﺪﻫﺎ . ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ .
ﻭﺍﻋﺘﻤﺪﻩ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ﻭﻏﻴﺮﻩ ، ﻓﻘﺎﻝ :
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺑﺎﻹﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ، ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﺫﺍ ﻗﺼﺪ ﺑﻪ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﻤﻴﺖ
ﻭﺗﺨﻔﻴﻒ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ، ﺇﺫ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻟﻤﺎ ﻗﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﻱﺀ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﻤﻠﺪﻭﻍ
ﻧﻔﻌﺘﻪ ، ﻭﻗﺪ ﺃﻗﺮﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
" ﻭﻣﺎ ﻳﺪﺭﻳﻚ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﻗﻴﺔ . "
ﻭﺇﺫ ﻧﻔﻌﺖ ﺍﻟﺤﻰ ﺑﺎﻟﻘﺼﺪ ، ﻛﺎﻥ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺑﻬﺎ ﺃﻭﻟﻰ ،
ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻭﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ، ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻧﻮﻯ ﺛﻮﺍﺏ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻟﻪ ، ﺃﻭ ﺩﻋﺎ ﻋﻘﺒﻬﺎ ﺑﺤﺼﻮﻝ ﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﻟﻪ ، ﺃﻭ ﻗﺮﺃ
ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮﻩ ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﺛﻮﺍﺏ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ، ﻭﺣﺼﻞ ﻟﻠﻘﺎﺭﻱﺀ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ .
ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ :
ﻭﻗﺪ ﻧﺺ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻋﻠﻲ ﻧﺪﺏ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻋﻘﺒﻬﺎ ، ﺃﻱ
ﻷﻧﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﺭﺟﻲ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ، ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺗﻨﺎﻟﻪ ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ، ﻛﺎﻟﺤﻲ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ،
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ :
ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺑﻨﻔﻊ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻭﺻﻞ ﺛﻮﺍﺏ ﻣﺎ ﻗﺮﺃﺗﻪ ...
ﻭﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻐﻨﻰ ،، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ :
ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻭﺻﻞ ﺛﻮﺍﺏ ﻣﺎ ﻗﺮﺃﻧﺎ ﻟﻔﻼﻥ . ﻓﻴﺠﻌﻠﻪ ﺩﻋﺎﺀ . ﻭﻻﻳﺨﺘﻠﻒ
ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺪ . ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺑﻨﻔﻊ ﻫﺬﺍ .
ﻭﻳﻘﻮﻝ :
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﻣﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺣﺴﻨﺎ ، ﻓﻬﻮﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺴﻦ . ﺁﻫـ
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻋﻠﻲ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺒﻪ ـ ﻓﻲ
ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ـ ﻓﻘﺪ ﺍﺻﺒﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻓﻲ
ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻋﻠﻲ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ، ﻭﻛﺬﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ
ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ) ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ( ، ﻓﻘﺪﺍﺗﻔﻘﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻮﻝ ، .ﺇﺫ ﺟﺎﺀ :
" ﻭﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺳﻌﻲ " ،
ﺃﻱ ﻛﻤﺎ ﻻﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺯﺭ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻛﺬﻟﻚ ﻻﻳﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺮ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺴﺐ ﻫﻮ
ﻟﻨﻔﺴﻪ .
ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ، ﺍﺳﺘﻨﺒﻂ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﺗﺒﻌﻪ ) ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻞ
ﺍﻟﺒﻌﺾ ( ، ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻻ ﻳﺼﻞ ﺇﻫﺪﺍﺀ ﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻮﺗﻲ ، ﻷ ﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﻢ
ﻭﻻ ﻛﺴﺒﻬﻢ . ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﻨﺪﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺘﻪ. ﻭﻻ
ﺣﺜﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻻ ﺃﺭﺷﺪﻫﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻨﺺ ﻭﻻ ﺇﻳﻤﺎﺀ . ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺮﺍ ﻟﺴﺒﻘﻮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ . ﻭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ﻳﻘﺘﺼﺮ
ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ، ﻭﻻ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﻗﻴﺴﺔ ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ،
ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ، ﻓﺬﺍﻙ ﻣﺠﻤﻊ ﻋﻠﻲ ﻭﺻﻮﻟﻬﻤﺎ ، ﻭﻣﻨﺼﻮﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ
ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ .
ﻭﻟﻌﻞ ﻗﻮﻟﻬﻤﺎ ) ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ( ﺭﺣﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ :
] ﻭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﻻ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﻗﻴﺴﺔ
ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ [ ﻫﻮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻨﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ،،
ﻭﻧﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺪﺭ ﺁﺧﺮ ﻷﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ﻫﻮ ] ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﻔﻮﺭﻯ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻰ [ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ
ﺍﻟﻘﻴﻢ ) ﻧﺰﻫﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻭﻣﻨﺘﺨﺐ ﺍﻟﻨﻔﺎﺋﺲ (
ﺇﺫ ﺟﺎﺀ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ) ﻓﻮﺍﺋﺪ ( ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
ﺍﻷﻭﻟﻰ :
ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
" ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻲ ﻗﺒﺮ ﻣﺆﻣﻦ ، ﻓﻴﺪﻋﻮ ﺑﻬﺬ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ، ﺇﻻ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺬﻟﻚ
ﺍﻟﻤﻴﺖ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺇﻻ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻻ ﻳﺪﻭﻡ ﺇﻻ ﻣﻠﻜﻪ ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺣﺪﻩ ﻻﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ
ﺇﻟﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺻﻤﺪﺍ ﻭﺗﺮﺍ ، ﻟﻢ ﻳﺘﺨﺬ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻭﻻ ﻭﻟﺪﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻛﻔﻮﺍ ﺃﺣﺪ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ
ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ، ﺟﺰﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﻣﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻫﻠﻪ "
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :
ﻋﻨﻪ ﺍﻳﻀﺎ ] ﺃﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ [ ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
" ﺇﺫﺍ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ، ﻭﺟﻌﻞ ﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ، ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻗﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻧﻮﺭﺍ ، ﻭﻭﺳﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻀﺎﺟﻌﻬﻢ ،
ﻭﺃﻋﻄﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻘﺎﺭﻱﺀﺛﻮﺍﺏ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻧﺒﻴﺎ ، ﻭﺭﻓﻊ ﺑﻜﻞ ﺁﻳﺔ ﺩﺭﺟﺔ . ﻭﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﺑﻜﻞ
ﻣﻴﺖ ﻋﺸﺮ ﺣﺴﻨﺎﺕ "
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :
ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺏ ) ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻭﻣﻄﺎﻟﻊ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ( ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
" ﻻﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ، ﻓﺎﺭﺣﻤﻮﺍ ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ . ﻓﻤﻦ
ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ، ﻓﻠﻴﺼﻞ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ، ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻴﻬﻤﺎ " ﻓﺎﺗﺤﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ " ﻭ " ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺳﻰ "
ﻭ"ﺍﻟﻬﺎﻛﻢ ﺍﻟﺘﻜﺎﺛﺮ " ﻭ " ﻗﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺣﺪ " ﺇﺣﺪﻱ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺮﺓ . ﻭﻳﻘﻮﻝ :
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻰ ﺻﻠﻴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺑﻌﺚ ﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﻗﺒﺮ ﻓﻼﻥ
ﺑﻦ ﻓﻼﻥ ،
ﻓﻴﺒﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻪ ﺇﻟﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﺃﻟﻒ ﻣﻠﻚ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻠﻚ ﻧﻮﺭ ﻭﻫﺪﻳﺔ ، ﻳﺆﻧﺴﻮﻧﻪ
ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ، ﻭﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺼﻠﻲ ﺑﻌﺪﺩ ﻣﺎ ﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺣﺴﻨﺎﺕ ، ﻭﻳﺮﻓﻊ ﻟﻪ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﺟﺔ ، ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺣﺠﺔ ﻭﻋﻤﺮﺓ .
ﻭﻳﺒﻨﻰ ﻟﻪ ﺃﻟﻒ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ . ﻭﻳﻌﻄﻰ ﺛﻮﺍﺏ ﺃﻟﻒ ﺷﻬﻴﺪ . ﻭﻳﻜﺴﻲ ﺃﻟﻒ ﺣﻠﺔ . "
] ﻭﻫﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ : ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺒﻌﻴﺪ ﻭﻻ ﺑﻌﺰﻳﺰ ﻭﻻ ﺑﻜﺜﻴﺮ . [
ﻗﺎﻝ ﻣﺆﻟﻒ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ :
ﻭﻫﺬﻩ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻷﻣﻮﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ :
ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻭﻗﺎﻝ :
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺭﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻟﻨﺨﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ
ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﻲ ﺑﻚ ﻣﺆﻣﻨﺔ ، ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻨﻚ ﻭﺳﻼﻣﺎ ﻣﻨﻰ ،، ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﺑﻌﺪﺩ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ . ﺣﻜﺎﻩ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻰ ، ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ .
ﻭﻓﻲ " ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ " ﺑﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﻟﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ . "
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ .
ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
" ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ، ﻭﻗﺮﺍ ﺳﻮﺭﺓ " ﻳﺲ " ، ﺧﻔﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﻌﺪﺩ ﻣﻦ
ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺴﻨﺎﺕ "
ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
" ﺃﻳﻤﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺮﺃ " ﻳﺲ " ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﻟﻢ ﻳﻘﺒﺾ ﺭﻭﺣﻪ ﻣﻠﻚ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﻴﺌﻪ ﺭﺿﻮﺍﻥ ، ﺧﺎﺯﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ ﺑﺸﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻓﻴﺸﺮﺑﻬﺎ
ﻋﻠﻲ ﻓﺮﺍﺷﻪ ، ﻓﺘﻘﺒﺾ ﺭﻭﺣﻪ ﻭﻫﻮ ﺭﻳﺎﻥ . "
ﻭﺍﻳﻤﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺮﺋﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﺳﻮﺭﺓ " ﻳﺲ " ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﻧﺰﻝ ﺑﻜﻞ ﺣﺮﻑ
ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﻣﻠﻚ
ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺻﻔﻮﻓﺎ ، ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻳﺴﺘﻐﻔﺮﻭﻥ ﻟﻪ ، ﻭﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﻏﺴﻠﻪ ﻭﺟﻨﺎﺯﺗﻪ
ﻭﺩﻓﻨﻪ " ،
ﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ .
ﻭﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
" ﺍﻗﺮﺃ ]ﻳﺲ [ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻬﺎﻋﺸﺮ ﺑﺮﻛﺎﺕ :
ﻣﺎ ﻗﺮﺃﻫﺎ ﺟﺎﺋﻊ ﺇﻻ ﺷﺒﻊ ،
ﻭﻻﻇﻤﺂﻥ ﺇﻻ ﺭﻭﻯ ،
ﻭﻻﻋﺎﺭ ﺇﻻ ﻛﺴﻰ ،
ﻭﻻ ﺃﻋﺰﺏ ﺇﻻ ﺗﺰﻭﺝ ،
ﻭﻻ ﺧﺎﺋﻒ ﺇﻻ ﺃﻣﻦ ،
ﻭﻻ ﻣﺴﺠﻮﻥ ﺇﻻ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ،
ﻭﻻ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﺇﻻ ﺃﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺮﻩ ،
ﻭﻻ ﻣﻦ ﺿﻠﺖ ﻟﻪ ﺿﺎﻟﺔ ﺇﻻ ﻭﺟﺪﻫﺎ ،
ﻭﻻ ﻣﺮﻳﺾ ﺇﻻ ﻋﻮﻓﻰ ،
ﻭﻻ ﻋﻨﺪ ﻣﻴﺖ ﺇﻻ ﺧﻔﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ "
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺜﻌﻠﺒﻰ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻰ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﺃﻥ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ :
" ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ، ﻓﻘﺮﺃ " ﻳﺲ " ،ﺧﻔﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﻌﺪﺩ ﻣﻦ
ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺴﻨﺎﺕ "
ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
" ﻣﻦ ﻣﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ، ﻭﻗﺮﺃ " ﻗﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ " ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺮﺓ ، ﺛﻢ ﻭﻫﺐ
ﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﻟﻸﻣﻮﺍﺕ ﺃﻋﻄﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺮ ﺑﻌﺪﺩ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ "
ﻭﻧﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻲ ﻣﺼﺪﺭ ﺁﺧﺮ ، ﻫﻮ ] ﺍﻟﺘﺬﻛﺎﺭ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻷﺫﻛﺎﺭ [ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ
ﺇﺫ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ :
" ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﺎﺋﺘﻰ ﺁﻳﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﺷﻔﻊ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﺔ ﻗﺒﻮﺭ ﺣﻮﻝ
ﻗﺒﺮﻩ "
ﻭﻧﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻲ ﻣﺼﺪﺭ ﺁﺧﺮ ﻫﻮ ] ﻣﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﻨﺼﻴﺺ [ ، ﻷﺑﻲ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﻦ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻰ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﺳﻨﺔ 963ﻫﺠﺮﻱ ، ﻭﻗﺪ
ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻡ ﺏ ] ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﺑﺄﺑﻲ ﺍﻟﻌﻼﺀ [ ﺟﻤﻊ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ
ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺴﻘﺎ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﺷﺮﺍﻑ ﺩ. ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ
ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ :
ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ :
ﺳﻤﻌﺖ ﺍﺑﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻡ ﺑﺄﺑﻬﺮ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺛﻘﺔ ، ﻣﺎﻟﻜﻲ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ،ﻗﺎﻝ :
ﻟﻤﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ] ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ [ ، ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﺛﻤﺎﻧﻮﻥ ﺷﺎﻋﺮﺍ ، ﻭﺧﺘﻢ ﻋﻨﺪ
ﻗﺒﺮﻩ ﻓﻲ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺎﺋﺘﺎ ﺧﺘﻤﺔ . ﺁﻫـ
ﻭﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪﺓ ) ﻋﻘﻴﺪﺗﻲ ( ، ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ 7 ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺻﻔﺮ ﺳﻨﺔ 1427 ﻫﺠﺮﻱ ،
ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 7 ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﺭﺱ ﺳﻨﺔ 2006 ﻣﻴﻼﺩﻯ ، ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻓﺘﺎﻭﻱ ﻓﻲ
ﻛﻠﻤﺎﺕ ، ﺟﺎﺀ ﺳﺆﺍﻝ ] ﻫﻞ ﺛﻮﺍﺏ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﺼﻞ ﻟﻠﻤﻴﺖ ؟
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﻨﻌﻢ ، ﺛﻮﺍﺏ ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺼﻞ ﻟﻠﻤﻴﺖ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺭﺃﻱ
ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ، ﻷﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﻧﻪ ﻻﻳﺒﻘﻲ ﻣﻦ
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺇﻻ ﺃﺷﻴﺎﺀ ، ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﻪ ، ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺫﻛﺮ ، ﻭﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺫﻛﺮ ، ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺬﻛﺮ . ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻟﻠﻤﻴﺖ . ﺁ ﻫـ
ﻭﻧﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻲ ﻣﺮﺟﻊ ﻫﺎﻡ ، ﺟﺎﻣﻊ ﻣﻮﺛﻖ ، ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻲ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ
ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻨﻪ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﺃﻻ ﻭﻫﻮ )) ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ . ((
ﺇﺫ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺼﻼﺓ ، ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ] ﺧﺎﺗﻤﺔ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ [ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ :
ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻣﻨﺪﻭﺑﺔ ﻟﻺﺗﻌﺎﻅ ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺍﻵﺧﺮﺓ ، ﻭﺗﺘﺄﻛﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﻳﻮﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ
ﻭﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ . ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺰﺍﺋﺮ ﺍﻹﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻀﺮﻉ ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺑﺎﻟﻤﻮﺗﻰ
ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻠﻤﻴﺖ . ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺻﺢ . ﺁﻫـ
ﻭﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ، ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﺳﻨﺔ 1419
ﻫـ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ ﺳﻨﺔ 1998 ﻡ ، ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ] ﻓﻀﻞ ﺳﻮﺭﺓ ) ﻳﺲ ( ﺃﻣﺮ
ﻣﺤﻘﻖ ﻟﻸﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﻀﺮﻳﻦ [ ﻗﺎﻝ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺯﻛﻲ
ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ :
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺼﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺠﻼﻟﻴﻦ ، ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ :
" ﺃﻳﻤﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ) ﻳﺲ ( ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﺣﺘﻲ ﻳﺠﻴﺌﻪ ﺭﺿﻮﺍﻥ
ﺑﺸﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻓﻴﻘﺒﺾ ﻭﻫﻮ ﺭﻳﺎﻥ "
ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
" ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻴﺖ ) ﻣﺤﺘﻀﺮ ( ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ) ﻳﺲ ( ، ﺇﻻ ﻫﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ " ،
ﻭﻫﻮ ﻭﺟﻪ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ " ﺍﻗﺮﺀﻭﺍ ﻋﻠﻲ ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ ) ﻳﺲ" ( ،
ﻭﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ] ﺑﺮﻛﺔ ) ﻳﺲ ( ﻟﻠﻤﻮﺗﻲ [ ،، ﻗﺎﻝ :
ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪﻩ ، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ، ﻭﺻﺤﺤﻪ ، ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
" ﺍﻗﺮﺀﻭﺍ ) ﻳﺲ ( ﻋﻠﻲ ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ " ،
ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ " ﺍﻗﺮﺀﻭﺍ ﻋﻠﻲ ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ ) ﻳﺲ " ( ،
ﻭﻗﺪ ﺃﻟﻒ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ) ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ( ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻧﺺ ﻓﻲ ﻣﻮﺗﻲ
ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ،
ﻭﺃﺛﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻓﻲ ) ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( ، ﻭﺃﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﺳﻠﻔﺎ ﻭﺧﻠﻔﺎ ، ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻻﻣﻮﺟﺐ ﺃﺑﺪﺍ ﻟﻠﺘﻌﺴﻒ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ، ﻭﺻﺮﻑ ﻟﻔﻆ
ﺍﻟﻤﻮﺗﻲ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺤﺘﻀﺮﻳﻦ ﺑﻼ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﻦ ﻻﻳﻤﻨﻊ
ﺍﻵﺧﺮ ،
ﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺨﻼﻝ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ ، ﺑﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ :
" ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ، ﻓﻘﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ) ﻳﺲ ( ، ﺧﻔﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﻌﺪﺩ
ﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺴﻨﺎﺕ "
ﻭﻧﻘﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
" ﻣﻦ ﺯﺍﺭ ﻗﺒﺮ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ، ﻓﻘﺮﺃ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻫﻤﺎ ﺳﻮﺭﺓ ) ﻳﺲ ( ﻏﻔﺮ ﻟﻪ "
ﻭﺭﻭﻱ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻨﺪ ﺃﻳﻀﺎ :
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻤﻐﻴﺮﺓ ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻴﺨﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :
ﺇﺫﺍ ﻗﺮﺋﺖ ) ﻳﺲ ( ﻋﻠﻲ ﻣﻴﺖ ، ﺧﻔﻒ ﻋﻨﻪ ﺑﻬﺎ ، ﻭﺃﺳﻨﺪﻩ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ،
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﺐ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ :
ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺭﻗﺘﻪ ﺭﻭﺣﻪ ، ﻭﺣﻤﻞ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺤﺘﻀﺮﻳﻦ ﻗﻮﻝ ﺑﻼ ﺩﻟﻴﻞ ، ﻓﺈﺫﺍ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﻀﺮ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻤﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ، ﻓﻬﻮ ﻭﺍﻟﻤﻴﺖ ﻳﻨﺘﻔﻌﺎﻥ ﺑﺒﺮﻛﺘﻬﺎ ،
ﻭﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ] ﺑﺮﻛﺔ ) ﻳﺲ ( ﻟﻸﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻮﺗﻲ [ ،، ﻗﺎﻝ :
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ، ﻋﻦ ﻣﻌﻘﻞ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ ، ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﺑﻦ
ﺣﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ، ﻋﻦ ﺟﻨﺪﺏ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻗﺎﻝ :
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
) " ﻳﺲ ( ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻻﻳﻘﺮﺅﻫﺎ ﺭﺟﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺇﻻ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ،
ﻭﺍﻗﺮﺀﻭﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ "
ﻗﻠﻨﺎ : ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺑﺮﻛﺔ ﻟﻠﺤﻲ ﻭﺍﻟﻤﻴﺖ ﻣﻌﺎ ﺑﻬﺬ ﺍﻟﻨﺺ ،
ﻭﺭﻭﻱ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ ) ﺷﻌﺐ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ( ﻋﻦ ﻣﻌﻘﻞ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ :
" ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ) ﻳﺲ ( ﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ ، ﻓﺎﻗﺮﺀﻭﻫﺎ ﻋﻠﻲ
ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ "
ﻗﻠﻨﺎ : ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻔﺎﺋﺪﺗﻬﺎ ﻟﻸﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻮﺗﻲ ﻣﻌﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ،
ﻭﺭﻭﻱ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻋﻦ ﻗﻼﺑﺔ :
" ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ) ﻳﺲ( ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ، ﻭﻣﻦ ﻗﺮﺃﻫﺎ ﻭﻫﻮ ﺿﺎﻝ ، ﻫﺪﻱ ، ﻭﻣﻦ ﻗﺮﺃﻫﺎ ) ﺃﻱ
ﻣﺘﻮﺳﻼ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ ( ﻭﻟﻪ ﺿﺎﻟﺔ ، ﻭﺟﺪﻫﺎ ، ﻭﻣﻦ ﻗﺮﺃﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﻃﻌﺎﻡ ﺧﺎﻑ ﻗﻠﺘﻪ ،
ﻛﻔﺎﻩ ، ﻭﻣﻦ ﻗﺮﺃﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺴﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﺪﻫﺎ ، ﻳﺴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻣﻦ ﻗﺮﺃﻫﺎ ،
ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﺣﺪﻱ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺮﺓ ، ﻭﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﻠﺐ ، ﻭﻗﻠﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
) ﻳﺲ . " (
ﻗﻠﻨﺎ : ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻳﺸﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ ﺑﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ . ﺁﻫـ
ﻭﻫﻜﺬﺍ ـ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ـ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻣﻌﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺿﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻦ
ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻭﻣﺮﺍﺟﻊ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺇﻟﻲ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺗﺎﻣﺔ ـ ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻲ ـ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺛﻮﺍﺏ
ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﺼﻞ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻗﺮﺃﻧﺎ
ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﺁﻧﻔﺎ .
ﻋﻠﻲ ﺃﻧﻪ ﺑﻘﻰ ﺷﻲﺀ ﻫﺎﻡ ، ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺖ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ،
ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺭﺃﻱ ﻣﺴﺠﻞ ﻣﻮﺛﻖ ﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻋﺼﺮﻧﺎ ، ﻭﻣﺠﺪ ﺩ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ، ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺘﻮﻟﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻭﻯ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ،
ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ ، ﺳﻴﺠﺪﺭ ﺑﻲ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﺑﻤﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺗﺘﻤﺔ
ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻭﻻﺯﻣﺔ . ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﺘﻒ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﺷﻔﻮﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ
ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻘﻠﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ
ﻟﻤﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺇﻫﺪﺍﺀ ﺛﻮﺍﺏ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺇﻟﻲ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ .
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺃﻋﻠﻲ ﻭﺃﻋﻠﻢ
ﺛﻢ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺭﺑﻨﺎ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﻟﺠﻼﻝ ﻭﺟﻬﻚ ﻭﻋﻈﻴﻢ ﺳﻠﻄﺎﻧﻚ ﻭﺳﺎﺑﻎ
ﻧﻌﻤﻚ .
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻲ ﺧﻴﺮ ﺧﻠﻘﻚ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ . ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺭﺳﻠﺘﻪ ﺭﺣﻤﺔ
ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻭﻣﻮﻻﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ، ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ، ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ
ﻭﺣﻴﻦ ، ﻭﻋﻠﻲ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺃﺯﻭﺍﺟﻪ ﻭﺫﺭﻳﺎﺗﻪ ﻭﺗﺎﺑﻌﻴﻪ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﻋﻠﻲ
ﻫﺪﻳﻪ ﻭﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﻭﺳﻨﺘﻪ ﺇﻟﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ . ﻭﺍﻏﻔﺮﻟﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﻵﺑﺎﺋﻨﺎ
ﻭﻟﻤﺸﺎﻳﺨﻨﺎ ﻭﻟﺬﺭﻳﺎﺗﻨﺎ ﻭﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻭﺍﺭﺣﻤﻨﺎ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ .
ﻭﺍﺣﺸﺮﻧﺎ ﻣﻊ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺣﺴﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﺭﻓﻴﻘﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻳﻮﻡ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﺎﻝ ﻭﻻ ﺑﻨﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﻠﺐ ﺳﻠﻴﻢ
ﻓﺎﻧﺖ ﺣﺴﺒﻨﺎ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻴﻦ ،
ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .

Tidak ada komentar:

Posting Komentar