الحافظ السبكي: مجالسة الإمام الشافعي لسيدنا الخضر
عليه السلام
قال الإمام الحافظ السبكي رضي الله عنه في كتابه (( طبقات الشافعية الكبرى )) ج2ص243 ما نصُّه:
[[ قال البيهقي في (( كتاب المدخل )):أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو عبد الله الزُّبير بن عبد الواحد الحافظ الأَسَدابَاذِيّ، قال: سمعت أبا سعيد محمد بن عُقَيل الفرْيابيّ، يقول: قال المُزَنِيّ، أو الربيع: كنا يوما عند الشافعيّ، بين الظهر والعصر، عند الصَّحْن في الصُّفَّة، والشافعيّ قد استند، إما إلى الأُسْطُوانة، وإما قال غيرها، إذ جاء شيخ عليه جُبَّة صوف، وعمامة صوف، وإزار صوف، وفي يده عُكَّازة، قال: فقام الشافعيّ، وسوَّى عليه ثيابَه، واستوى جالساً، قال: وسلَّم الشيخ، وجلس، وأخذ الشافعيّ ينظر إلى الشيخ هَيْبَةً له؛
إذ قال له الشيخ: أَسْألُ؟
قال الشافعيّ: سَلْ.
قال: إيش الحُجَّة في دين الله؟
فقال الشافعيّ: كتابُ الله.
قال: وماذا؟
قال: وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: وماذا؟
قال: اتِّفاق الأمَّة.
قال: مِن أين قلتَ اتِّفاق الأمَّة؟
قال: مِن كتاب الله.
قال: مِن أين في كتاب الله؟
قال: فتدبَّر الشافعيّ ساعة.
فقال الشيخ: قد أجَّلتُكَ ثلاثة أيَّام ولياليها، فإن جئتَ بحجَّةٍ من كتاب الله في الاتِّفاق، وإلا تُبْ إلى الله عز وجل.
قال: فتغيَّر لون الشافعيّ، ثم إنه ذهب، فلم يخرج ثلاثة أيَّام ولياليهنّ.
قال: فخرج إلينا في اليوم الثالث، في ذلك الوقت، يعني بين الظهر والعصر، وقد انتفخ وجهُه ويداه ورجلاه، وهو مِسْقام، فجلس، قال: فلم يكن بأسرع من أن جاء الشيخ، فسلَّم، وجلس؛
فقال: حاجتي.
فقال الشافعيّ: نعم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، قال عز وجل: { ومن يُشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } لا نُصْليه على خلاف المؤمنين إلا وهو فرض.
فقال: صدقتَ، وقام، وذهب.
قال الفِرْيَابِي: قال المُزَنِيّ، أو الربيع:قال الشافعيّ: لما ذهب الرجل، قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاثة مرات، حتى وقفت عليه.
قلت– القائل الحافظ السبكي -:إن ثبتتْ هذه الحكاية،فيمكن أن يكون هذا الشيخ الخِضْر عليه السلام؛ وقد فهمه الشافعي حين أجَّله، واستمع له، وأصغى لإغلاظه في القول، واعتمد إشارَته. وسند هذه الحكاية صحيحٌ، لا غُبار عليه. ]]. انتهى بنصِّه
Tidak ada komentar:
Posting Komentar